الرياض، المملكة العربية السعودية، 28 أكتوبر 2025: – سوق نيوز
كشف تقرير جديد صادر عن “وايتشيلد”، شركة استشاراتالسياسات العامة والاقتصاد التي تعتمد على تحليلات الذكاءالاصطناعي، بتكليف من شركة “ليلي”، أن تسريع وتيرةالتدخلات لمعالجة السُمنة قد يُسهم في تمكين 3.3 ملايين شخصفي المملكة العربية السعودية من التخلّص من السمنة بحلول عام2030. ويُبرز التقرير، الذي يحمل عنوان “الكشف عن الفوائدالاقتصادية والاجتماعية الشاملة لخسارة الوزن”، أن تحقيق هذاالهدف من شأنه أن يُحقق فوائد واسعة النطاق تمتد إلى مجالاتالصحة والاقتصاد والمجتمع والتعليم، بما ينسجم مع رؤيةالسعودية 2030.
وأشار التقرير إلى أن تسريع جهود التصدي للسمنة يمكن أنيسهم في خفض التكاليف الصحية وزيادة الناتج المحليالإجمالي ومتوسط العمر المتوقع وتعزيز الجاهزية للعمل وتحسينترتيب المملكة في مؤشرات التعليم. وبحسب التقرير، فإن معالجةالسمنة قد تُسهم في تحقيق وفرٍ يصل إلى 1.8 مليار دولارأمريكي في تكاليف الرعاية الصحية، سواءً على مستوى الحكومةأو الأفراد، كما قد يؤدي تسريع التدخلات العلاجية إلى رفع معدلنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة نقطة مئوية واحدة حتى عام2030، ليصل الناتج المحلي الإجمالي الوطني إلى نحو 1.41 تريليون دولار أمريكي. كما أوضح التقرير أن التصدي لظاهرةالسمنة يمكن أن يساهم في زيادة مشاركة المواطنين السعوديينفي سوق العمل، من خلال تمكين نحو 23 ألف رجل إضافيوأكثر من 53 ألف امرأة إضافية من الانضمام إلى القوى العاملةبحلول عام 2030، بما يدعم أهداف التوطين في المملكة.
وأوضح التقرير أن التدخل لعلاج السمنة قد يسهم في زيادةمتوسط العمر المتوقع بمقدار 1.1 سنة لما يقارب 10 ملايينشخص ممن يتعايشون مع السمنة في المملكة. كما أشار إلى أنمعالجة السمنة يمكن أن تحفّز قطاع التعليم، مع إمكانية زيادةمعدلات الالتحاق ببرامج البكالوريوس بأكثر من 10 آلاف طالبخلال الفترة نفسها.
وفي هذا السياق قال فادي فرّا المؤسس والشريك الإداري في مؤسسة “وايتشيلد”: “لطالما اقتصرت دراسات السمنةعلى معادلة ضيّقة تقارن بين تكلفة التدخل وتكلفة العلاج، إلا أنهذا التقرير يكشف للمرة الأولى عن الحجم الحقيقي للفوائدالناتجة عن خسارة الوزن ومعالجة السمنة، ليس على مستوىتعزيز صحة الأفراد فحسب، بل أيضاً من حيث المنافعالاقتصادية والاجتماعية والآثار الإيجابية على مستقبل القوىالعاملة. والرسالة هنا واضحة: إن السياسات الفعّالة لمعالجةالسمنة ليست مجرد سياسات صحية جيدة، بل هي أيضاًسياسات اقتصادية رشيدة. ومع التطورات الأخيرة في مجالاتالبحث والابتكار، باتت أمام الدول فرصة غير مسبوقة لمواجهةالعبء الاقتصادي والاجتماعي للسمنة بطموح أكبر وسرعة أعلىمن أي وقت مضى”.
من جانبه علّق مصطفى عبد الرحمن الرئيس والمدير العام للمقر الإقليمي لشركة “ليلي” في المملكة العربية السعودية، بالقول: “يقدم تقرير ’وايتشليد‘ معلومات حيوية حول الأثر الحقيقي للسمنة على مجتمعنا، ويكشف عن التكلفة الواقعية لهذا المرض المزمن”.
وأضاف: “يجسد انفتاح المملكة العربية السعودية ومرونتها في تبنّي الحلول المبتكرة الهادفة إلى تحويل مقارباتها الوطنية فيمجالي الصحة وإدارة الوزن نموذجاً ملهماً. ونتطلع قدماً للتعاونمع صانعي السياسات وقادة القطاع الصحي لتحويل هذهالنتائج إلى خطوات عملية ملموسة، بما يرسخ ريادة المملكة في إدارة السمنة لتعزيز ازدهار المجتمع وصحة أفراده”.
وجاء إطلاق التقرير على هامش ملتقى الصحة العالمي فيالرياض. ويستند إلى تحليل معمّق للبيانات الصحيةوالاقتصادية في المملكة، حيث يُقدّم تقييماً شاملاً للفوائد المتعددةالأبعاد للتدخلات العلاجية الخاصة بالسمنة، ويشكّل دليلاًإرشادياً لصانعي القرار لوضع سياسات مبنية على الأدلةوالمعطيات.
وأفاد التقرير بأن تسريع التدخلات لمعالجة السمنة يفترض وصولالحلول المبتكرة لخسارة الوزن إلى نحو 57% من البالغين الذينيتعايشون مع السمنة. ومع ذلك، يؤكد التقرير أنه حتى فيالسيناريو المتوسط لخسارة الوزن، تبقى الفوائد التي يمكن أنتحققها المملكة كبيرة وملموسة، مع تأثيرات إيجابية تمتد عبرمختلف المجالات التي تناولها التحليل.
وتُقسّم الدراسة فوائد التدخلات العلاجية لمعالجة السمنة إلىمحاور رئيسية متعددة، بهدف رصد الأبعاد المجتمعية الأساسيةالمتأثرة بخسارة الوزن، بما يتماشى مع ما ورد في الأدبياتالعلمية المتخصصة في هذا المجال. وتشمل هذه المحاور الصحة(من الناحيتين البدنية والنفسية، وجودة الحياة، ومتوسط العمرالمتوقع)، والاقتصاد (إنتاجية القوى العاملة والنمو الاقتصادي)،والمجتمع (التنمية الديموغرافية المستدامة)، والتعليم (تطويرالقدرات المحلية).






































