سوق نيوز .22. نوفمبر 2025
تدرس الولايات المتحدة السماح لشركة إنفيديا ببيع رقائقها المتقدمة H200 إلى الصين، في خطوة تُعد تحولاً لافتاً في سياسة التصدير الأميركية تجاه التكنولوجيا الحساسة. ويأتي هذا التوجه بعد مراجعة موسعة لقواعد التصدير، في ظل نقاش داخل الإدارة الأميركية حول كيفية إدارة التوازن بين حماية الأمن القومي والحفاظ على الهيمنة التجارية للشركات الأميركية في سوق الرقائق العالمية.
رقاقة H200 تُعد من أقوى معالجات الذكاء الاصطناعي في العالم، وتتميز بسرعة معالجة أعلى وقدرات أكبر مقارنة بالجيل السابق، ما يجعلها الرقاقة الأكثر طلباً لدى الشركات الصينية المعنية بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية. وكانت الولايات المتحدة قد منعت سابقاً تصدير هذه الشريحة للصين، مكتفية بالسماح بإصدارات مخفّضة الأداء، إلا أن إعادة النظر في القرار تعكس تغيّراً في حسابات واشنطن.
ويشير محللون إلى أن هذا التوجّه قد يكون جزءاً من تهدئة نسبية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لتجنب فقدان شركاتها الكبرى — وفي مقدمتها إنفيديا — لحصتها في السوق الصينية التي تُعد من الأكبر عالمياً. كما يُتوقّع أن يُسهم القرار المحتمل في زيادة إيرادات إنفيديا وتعزيز نفوذ الرقائق الأميركية داخل الصين، في وقت تتسابق فيه الشركات الصينية لتطوير بدائل محلية قادرة على منافسة المنتجات الأميركية.
في المقابل، يحذّر بعض الخبراء في واشنطن من أن السماح ببيع شريحة بهذه القدرات قد يمنح الصين قوة إضافية في سباق الذكاء الاصطناعي، ويعزز من قدراتها التكنولوجية المتقدمة. ومن المتوقع أن يثير القرار — في حال اعتماده — جدلاً واسعاً داخل الكونغرس بين مؤيد يرى فيه خطوة اقتصادية استراتيجية، ومعارض يعتبره تهديداً للأمن القومي الأميركي.
ويرجّح مراقبون أن يؤدي القرار، إن تم اعتماده، إلى إعادة رسم جزء من خريطة المنافسة التكنولوجية العالمية، عبر تقليص الفجوة بين الشركات الصينية والأميركية، وفتح مرحلة جديدة من التوازنات الحساسة في سوق الرقائق المتقدمة








































