تقرير سوق نيوز
من الصدمة إلى المواجهة المتبادلة
شهدت صناعة الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً منذ إطلاق روبوت المحادثة ChatGPT من شركة OpenAI في نوفمبر 2022. مثّل هذا الحدث صدمة لشركة جوجل (Google)، التي اعتُبرت رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، وجعلها تبدو متأخرة عن منافسيها، مما دفعها إلى إعلان “حالة طوارئ” داخلية ومع ذلك، سرعان ما أعادت جوجل ترتيب أوراقها، مؤكدة على لسان رئيسها التنفيذي، سوندار بيتشاي، أن الشركة كانت “شركة الذكاء الاصطناعي أولاً” منذ عام 2016، وأنها تتبنى نهجاً يركز على تقديم أفضل المنتجات في فئتها
اليوم، لم تعد المنافسة مجرد سباق للحاق بالركب، بل تحولت إلى مواجهة استراتيجية متبادلة: فبينما تهدد جوجل تفوق OpenAI في النماذج الأساسية والبنية التحتية، تشن OpenAI هجوماً مباشراً على نقطة قوة جوجل الأكبر، وهي هيمنتها على سوق البحث والمتصفحات.
عودة جوجل القوية: نماذج متفوقة وبنية تحتية رائدة
تستند عودة جوجل القوية إلى عدة عوامل محورية، أبرزها إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة والاستفادة من استثماراتها طويلة الأمد في البنية التحتية
. إطلاق Gemini 3.0 و Nano Banana Pro
يمثل نموذج Gemini 3.0 نقطة تحول في سباق النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs). وُصف النموذج بأنه الأقوى حتى الآن، متفوقاً على النسخ السابقة في مهام معقدة مثل البرمجة والتصميم والتحليل [1] [3]. وقد كان إطلاقه مقنعاً لدرجة أنه دفع رئيس شركة Salesforce، مارك بينيوف، إلى التحول عن استخدام ChatGPT، كما حذر رئيس OpenAI، سام ألتمان، موظفيه من “رياح معاكسة” قادمة من جوجل .
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت جوجل نموذج Nano Banana Pro لتوليد الصور، وهو نموذج مبني على Gemini 3 يتميز بقدرته على توليد صور ذات جودة عالية مع دقة في تضمين النصوص داخل الصور، وهي ميزة كانت تمثل تحدياً كبيراً للنماذج السابقة
. ميزة الشرائح المخصصة (TPU)
تُعد شرائح Tensor Processing Units (TPUs)، التي طورتها جوجل داخلياً لأكثر من عقد، ميزة تنافسية حاسمة. هذه الشرائح، التي دُرّبت عليها نماذج Gemini، أصبحت الآن متاحة للشركات عبر خدمات Google Clood[. هذه الخطوة لا تعزز فقط من مكانة جوجل في الحوسبة السحابية، بل تشكل تهديداً مباشراً لهيمنة شركة إنفيديا (Nvidia) على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي. وتؤكد التقارير أن جوجل تجري محادثات مع شركات كبرى مثل ميتا (Meta) لعقد صفقات بمليارات الدولارات لوضع شرائحها في مراكز بياناتهم، مما أدى إلى تراجع أسهم منافسيها في هذا القطاع .
. الأثر المالي والسوقي
تُرجمت هذه الإنجازات التقنية إلى مكاسب سوقية هائلة. فقد قفز سهم جوجل بأكثر من 12% بعد إطلاق Gemini 3، واقتربت قيمتها السوقية من 4 تريليونات دولار، متجاوزة بذلك منافستها مايكروسوفت (Microsoft) مؤقتاً كما أصبحت وحدة Google Cloud مصدراً ضخماً للدخل، مستفيدة من خبرة الشركة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
هجوم OpenAI المضاد: متصفح “أطلس” يهدد عرش كروم
في المقابل، لم تقف OpenAI مكتوفة الأيدي، بل شنت هجوماً استراتيجياً على نقطة ضعف جوجل الأكبر: هيمنتها على سوق البحث والإعلانات. تمثل هذا الهجوم في إطلاق متصفحها الذكي الجديد ChatGPT Atlas [2].
. متصفح ChatGPT Atlas: إعادة تعريف التصفح
يُعد ChatGPT Atlas متصفحاً ذكياً يدمج واجهة التصفح مع قدرات المحادثة الذكية لـ ChatGPT، مما يغير جوهرياً طريقة تفاعل المستخدمين مع الويب








































