الرياض -سوق نيوز .26 نوفمبر 2025
في خطوة استراتيجية تؤكد على طموح المملكة العربية السعودية في قيادة التحول الصحي، دشّنت شركة بيوميرييه (bioMérieux)، الرائدة عالميًا في مجال التشخيص المخبري، مقرّها الإقليمي الجديد في الرياض. لم يكن التدشين مجرد افتتاح لمكتب، بل كان إعلانًا عن تحالف قوي يهدف إلى مواجهة ما يُعرف بـ “الوباء الصامت”: مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، الذي يودي بحياة ما يقدر بـ 1.3 مليون شخص سنويًا حول العالم.
شراكة استراتيجية: التشخيص الدقيق خط الدفاع الأول
تزامنًا مع الافتتاح، وقّعت “بيوميرييه” مذكرة تفاهم استراتيجية مع وزارة الصحة السعودية. تهدف هذه المذكرة إلى ترسيخ إطار عمل مشترك لتعزيز آليات تقصي مقاومة المضادات الحيوية، وتطبيق مبادئ ترشيد استخدامها، وتوسيع برامج بناء القدرات الوطنية.
وتأتي هذه الشراكة لتؤكد على النهج الاستباقي الذي تتبناه المملكة، والذي يتجسد في “الخطة الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات 2022–2025” ومقاربة “الصحة الواحدة” الشاملة.
توطين الخبرة: 36% من الوصفات يمكن تجنبها
يُعدّ المقر الإقليمي الجديد لـ “بيوميرييه” مركزًا لتوطين الخبرات التشخيصية المتقدمة. وتؤكد الشركة على أن الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية، المعتمد على التشخيص الدقيق، يمكن أن يساهم في خفض الوصفات غير الملائمة للمضادات بنسبة تصل إلى 36%. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو مفتاح للحفاظ على فعالية هذه الأدوية المنقذة للحياة وتحسين نتائج الرعاية الصحية للمرضى.
وفي تعليقه على الحدث، قال ألكسندر ميرييه، رئيس مجلس الإدارة لشركة بيوميرييه: “نفخر بدعم جهود المملكة في تعزيز استخدام أدوات وآليات التشخيص المخبري الدقيق وتعزيز منظومة الأمن الصحي في المنطقة، خاصة وأن المملكة تتبنى واحدة من أكثر مسيرات التحوّل في قطاع الرعاية الصحية طموحًا على مستوى العالم.”
من جانبها، أكدت الدكتورة منار السمان، المدير التنفيذي لعمليات المختبرات في وزارة الصحة السعودية، أن التعاون يجسد طموحًا مشتركًا لدعم تطوير أدوات التشخيص المخبري الدقيق بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
رسالة فرنسية قوية
شهد الحفل حضورًا رفيع المستوى، بما في ذلك سعادة السفير باتريك ميزوناف، سفير جمهورية فرنسا لدى المملكة العربية السعودية، الذي وصف افتتاح المقر بأنه “رسالة قوية حول عمق التعاون بين فرنسا والمملكة في مجالات العلوم والصحة والابتكار”، مؤكدًا على القناعة المشتركة بأن الاستثمار في التشخيص والبيانات هو عنصر أساسي لمستقبل الرعاية الصحية.
يأتي هذا التدشين تزامناً مع “أسبوع التوعية العالمي بمضادات الميكروبات”، ليؤكد على أن الرياض أصبحت مركزًا إقليميًا فاعلاً في المعركة العالمية ضد التحديات الصحية الكبرى، مستفيدة من الخبرة العالمية لـ “بيوميرييه” لدعم أمنها الصحي وتحقيق مستهدفات رؤيتها الطموحة.








































