تقارير – سوق نيوز .
تظهر أحدث المؤشرات الاقتصادية الصادرة في نوفمبر 2025 استمرار معاناة الاقتصاد الصيني، حيث سجل نشاط قطاع التصنيع انكماشاً للشهر الثامن على التوالي. وتؤكد بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) استمرار بقاء القطاع دون مستوى الـ 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش، مما يعكس تحديات عميقة تواجه “مصنع العالم”.
ويرجع المحللون هذا التراجع المستمر إلى مزيج من ضعف الطلب المحلي الناجم عن أزمة القطاع العقاري، وتراجع طلبات التصدير الجديدة وسط توترات تجارية متصاعدة ورسوم جمركية حمائية من الشركاء التجاريين الرئيسيين. كما تشير البيانات إلى تباطؤ ملحوظ في استثمارات الأصول الثابتة، مما يضع ضغوطاً إضافية على بكين لتعزيز حزم التحفيز المالي.
توقعات السوق الصيني (2025 – 2026)
بناءً على المعطيات الحالية، يرسم خبراء الاقتصاد مساراً حذراً لثاني أكبر اقتصاد في العالم:
• نمو دون المستهدف: تشير التوقعات إلى صعوبة تحقيق الصين لمعدلات نمو تتجاوز 5% بشكل مستدام، حيث ترجح المؤسسات الدولية (مثل البنك الدولي) تباطؤ النمو إلى مستويات تدور حول 4.3% إلى 4.8% في عام 2025، مع استمرار هذا الاتجاه في 2026 ما لم تحدث إصلاحات هيكلية عميقة.
• أزمة العقارات: سيظل القطاع العقاري يشكل “ثقلاً” هابطاً على النمو، حيث لا يزال المطورون يعانون من شح السيولة، مما يضعف ثقة المستهلكين الصينيين الذين تتركز ثرواتهم في هذا القطاع.
• الحرب التجارية: من المتوقع أن تواجه الصادرات الصينية مزيداً من الرياح المعاكسة مع اتجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض قيود أكثر صرامة على الواردات الصينية (خاصة في قطاع التكنولوجيا والسيارات الكهربائية)، مما يجبر المصانع الصينية على خفض الأسعار للإبقاء على حصصها السوقية.من خلال متابعة تغطية سوق نيوز للشأن الصيني خلال نوفمبر 2025، يركز محللو الموقع على عدة زوايا جوهرية تفسر المشهد الحالي:
1. صادرات أضعف من المتوقع:
يرى محللو “سوق نيوز” أن بيانات الصادرات الصينية جاءت مخيبة للآمال وأضعف من التوقعات، مرجعين ذلك إلى “الضغوط العالمية” المتزايدة، وهو ما يتماشى مع الانكماش الصناعي المرصود.
2. حرب “الرقائق” هي المحرك:
يشير الموقع في تحليلاته (بتاريخ 10 و22 نوفمبر) إلى أن المعركة الحقيقية تكمن في قطاع التكنولوجيا. حيث سلطوا الضوء على تحركات الصين لحل “أزمة الرقائق” عبر دعوة أوروبا للحوار، وفي المقابل، تدرس الولايات المتحدة خيارات بيع رقائق متطورة (مثل Nvidia H200) للصين. يرى “سوق نيوز” أن نتيجة هذه المفاوضات سترسم ملامح التعافي التقني والاقتصادي للصين.
3. تأثير السياسات الضريبية:
لفت الموقع النظر أيضاً إلى تأثير القرارات الداخلية، مثل “إنهاء الإعفاء الضريبي” في الصين، وتأثيره المباشر على أسواق السلع والمعادن (مثل الذهب)، مما يعكس تخبطاً في محاولات بكين لضبط الميزانية دون خنق السوق.








































