دبي – واشنطن. سوق نيوز -24 نوفمبر 2025
يتحول شهر نوفمبر من كل عام إلى ساحة معركة اقتصادية عالمية، حيث تتسابق الأسواق في الغرب والشرق الأوسط لضخ مليارات الدولارات عبر موسمي التسوق الأضخم: “الجمعة السوداء” (Black Friday) في أمريكا و “الجمعة البيضاء” (White Friday) في المنطقة العربية. ورغم اختلاف التسمية، يتفق الحدثان في كونهما محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي، ولكنهما يواجهان هذا العام تحديات متشابهة أبرزها التضخم وارتفاع التكاليف.
في الولايات المتحدة، تُشير التوقعات إلى إقبال قياسي من المتسوقين على المتاجر، مدفوعين بالرغبة في اغتنام الخصومات قبل مزيد من الارتفاع في الأسعار، حيث يُتوقع أن يصل متوسط إنفاق الفرد على الهدايا والمستلزمات الموسمية إلى حوالي 890 دولاراً. ومع ذلك، يظل هذا الإنفاق حذراً وانتقائياً، إذ يُعرب غالبية المستهلكين عن قلقهم من تأثير التضخم. وتواجه الشركات الأمريكية تحدياً مزدوجاً يتمثل في ارتفاع تكاليف الاستيراد بسبب الرسوم الجمركية المشددة، مما يقلل من عمق الخصومات المتاحة. وتمثل هذه الفترة فرصة حاسمة لتجار التجزئة لتصريف المخزون ودعم سيولتهم المالية، خاصة في ظل التوقعات بتسليم حوالي 2.3 مليار طرد خلال موسم العطلات، مما يعزز إيرادات قطاع الخدمات اللوجستية.
في المقابل، تحولت “الجمعة البيضاء” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى ظاهرة رقمية بامتياز، حيث تُشير التقديرات إلى أن قيمة الإنفاق عبر الإنترنت خلال هذا الموسم قد تتجاوز 10 مليارات دولار في المنطقة. وتتميز “الجمعة البيضاء” بتركيزها على التجارة الإلكترونية، مع هيمنة التسوق عبر الهواتف الذكية. وتمثل هذه الفترة فرصة ذهبية للشركات الإقليمية، خاصة منصات التجارة الإلكترونية، لتعزيز حصتها السوقية واختبار قدرتها على التعامل مع الطلب الهائل. وتكمن المساهمة المالية للأفراد في المنطقة في قدرتهم على الوصول إلى تخفيضات تصل إلى 90% في بعض الأحيان، مما يمكنهم من شراء السلع المعمرة والإلكترونيات التي قد يصعب شراؤها في الأوقات العادية. يمثل الموسمان معاً محركاً مالياً ضخماً للاقتصاد العالمي، حيث يساهمان في توفير السيولة اللازمة لتجار التجزئة والمنصات الإلكترونية، وتمكين المستهلكين من إدارة ميزانياتهم من خلال اغتنام الخصومات، بالإضافة إلى تعزيز قطاع الخدمات اللوجستية بزيادة حجم الشحن والتوصيل. يظل سباق “الجمعة السوداء” و”الجمعة البيضاء” دليلاً على مرونة الاقتصاد العالمي وقدرة المستهلكين على التكيف مع التحديات الاقتصادية، مما يجعلهما حدثين لا غنى عنهما في الأجندة الاقتصادية السنوية.








































