سوق نيوز – نوفمبر 2025 .14
قفزت أسعار النفط بأكثر من 2% في تداولات اليوم الجمعة، في رد فعل مباشر من الأسواق على تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأسود، مما أثار مخاوف جديدة بشأن استقرار إمدادات الطاقة العالمية. ويأتي هذا الارتفاع بعد ورود أنباء عن حادث ألحق أضرارًا بمنشأة نفطية حيوية في ميناء نوفوروسيسك الروسي.
وبحلول الساعة 02:27 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.34 دولار، أو ما يعادل 2.13%، لتصل إلى 64.35 دولار للبرميل. وفي الوقت نفسه، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بقوة أكبر، مرتفعًا 1.40 دولار أو 2.39%، ليتجاوز حاجز 60 دولارًا للبرميل ويستقر عند 60.09 دولار.
وقد أكدت قيادة العمليات في منطقة كراسنودار الروسية، عبر تطبيق تيليغرام، أن الحادث أدى إلى إصابة مستودع نفط ومنشآت ساحلية أخرى، مما يهدد بتعطيل جزء من عمليات الشحن من أحد أهم الموانئ الروسية.
يأتي هذا التصعيد ليعمق أزمة الإمدادات الروسية التي بدأت تتشكل بالفعل. فبحسب تقرير صادر عن بنك جيه. بي. مورغان، هناك ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي عالقة حاليًا في الناقلات. ويعود هذا التكدس إلى تباطؤ عمليات التفريغ بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل”، والتي من المقرر أن تشتد بعد 21 نوفمبر.
وكانت الأسعار قد شهدت تقلبات في وقت سابق من الأسبوع، حيث انخفضت بأكثر من دولارين للبرميل يوم الأربعاء. وجاء هذا الانخفاض بعد أن أشارت منظمة أوبك في تقرير لها إلى أن إمدادات النفط العالمية قد تتجاوز الطلب بشكل طفيف في عام 2026. كما ساهم في الضغط على الأسعار إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) عن ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 6.4 مليون برميل، وهو ما فاق توقعات المحللين التي استطلعتها وكالة رويترز والتي كانت عند 1.96 مليون برميل فقط.
ويرى محللو موقع سوق نيوز الإخباري
أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط هو رد فعل مباشر وحساس من الأسواق تجاه المخاطر الجيوسياسية، أكثر من كونه انعكاسًا لأساسيات العرض والطلب. الحادث في ميناء نوفوروسيسك يذكر المستثمرين بأن الصراع في أوروبا الشرقية لا يزال عاملًا رئيسيًا يمكن أن يعطل تدفقات الطاقة في أي لحظة، بغض النظر عن توقعات “أوبك” طويلة الأجل أو بيانات المخزونات الأمريكية الأسبوعية.
المعركة الحقيقية في سوق النفط الآن هي بين الخوف الجيوسياسي والواقع الاقتصادي. فبينما تشير بيانات المخزونات وتوقعات الطلب إلى وجود فائض محتمل في المعروض، فإن العقوبات المشددة على روسيا والحوادث التي تؤثر على بنيتها التحتية النفطية تخلق حالة من عدم اليقين تدفع الأسعار للارتفاع.
نعتقد أن الفترة حتى 21 نوفمبر ستكون حاسمة. إذا استمر تعطل النفط الروسي وتصاعدت الحوادث الأمنية، فقد نشهد بقاء الأسعار فوق مستوى 60 دولارًا لخام غرب تكساس، وقد تتجه لاختبار مستويات مقاومة أعلى. أما إذا تمكنت الأسواق من استيعاب هذه المخاطر ووجدت طرقًا بديلة، فإن التركيز سيعود بسرعة إلى أساسيات السوق التي تشير إلى وفرة في المعروض، مما قد يضغط على الأسعار مجددًا.








































