جوهانسبرج، سوق نيوز .نوفمبر 22-2025
اجتمع قادة مجموعة العشرين (G20) لأكبر اقتصادات العالم اليوم السبت في جنوب أفريقيا، في قمة تهيمن عليها ملفات تغير المناخ وتمويل التحول الأخضر، وشهدت تطوراً دبلوماسياً لافتاً تمثل في إعداد مسودة إعلان للقادة دون مشاركة الولايات المتحدة. وقد أثارت هذه الخطوة غضباً رسمياً أميركياً، حيث وصفها مسؤول كبير في البيت الأبيض بأنها “مخزية”، في إشارة إلى تقويض الدور الأميركي في صياغة البيان الختامي لأهم تجمع اقتصادي عالمي.
وتأتي هذه التطورات في ظل مقاطعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقمة، واعتراض إدارته المستمر على أي ذكر لملف المناخ أو الطاقة المتجددة في النقاشات. ورغم هذه الاعتراضات، أكدت مصادر مطلعة أن المسودة التي اتفقت عليها وفود المجموعة تضمنت إشارات واضحة إلى تغير المناخ، مؤكدة على الإجماع العلمي الذي تشكك فيه الإدارة الأميركية. ويُعد هذا الموقف تحدياً مباشراً للموقف الأميركي الرافض لجدول أعمال الدولة المضيفة، جنوب أفريقيا، الذي يركز على تعزيز التضامن ومساعدة الدول النامية على التكيف مع الكوارث المناخية، والانتقال إلى الطاقة النظيفة، وخفض أعباء ديونها المفرطة.
وفي الواقع، تتعلق ثلاثة من أصل أربعة من البنود الرئيسية المخطط لها في جدول أعمال جنوب أفريقيا بتغير المناخ، وتشمل تعزيز الاستعداد للكوارث المناخية، وتمويل التحول إلى الطاقة الخضراء، وضمان استفادة الدول المنتجة من الارتفاع الكبير في الطلب على المعادن النادرة اللازمة لتقنيات الطاقة النظيفة. وقد أدت المقاطعة الأميركية إلى تقويض خطط الرئيس سيريل رامابوسا للترويج لدور جنوب أفريقيا في تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف، لكن بعض المحللين يرون أن غياب واشنطن قد يصب في صالح القمة إذا تمكن الأعضاء الباقون من تبني جدول الأعمال والمضي قدماً في إعلان قوي يركز على التزامات مالية واقتصادية لدعم التحول الأخضر العالمي. ويظل التحدي قائماً بشأن حجم التنازلات المطلوبة في صياغة النص النهائي لضمان موافقة جميع الأعضاء، خاصة وأن الولايات المتحدة وبعض الأعضاء الآخرين يتحفظون على البنود المتعلقة بالمناخ والطاقة المتجددة، وتترقب الأسواق العالمية نتائج هذه القمة لمعرفة مدى التزام أكبر الاقتصادات العالمية بمسار التحول الأخضر وتأثير ذلك على تدفقات الاستثمار في الطاقة النظيفة والمعادن الاستراتيجية.








































